وفد حجاج اليمن بقيادة أميرالمؤمنين











وفد حجاج اليمن بقيادة أميرالمؤمنين[1]



.

کان أکثر أهل اليمن دخلوا في الإسلام علي عهد النبي صلي الله عليه و آله، لکن بقيت منها مناطق قبائل همدان وغيرها. فبعث النبي صلي الله عليه و آله إليها جيشاً بقيادة خالد بن الوليد يدعوها إلي الإسلام. وبقي خالد ستة أشهر هناک حيث لم يستجيبوا له، ولم يجرأ هو وجيشه أن يقاتلوهم. فبعث

[صفحه 16]

النبي صلي الله عليه و آله أميرالمؤمنين علياً عليه السلام علي رأس جيش وأمر خالد بن الوليد أن ينضم تحت إمرته.

وسار علي عليه السلام إلي أداء مهمته في استکمال فتح اليمن، وأکمل مهمته بالمعجزة في بعض المناطق وبالحرب في مناطق أخري في عمق اليمن؛ کل ذلک في مدة قياسية.

حتي إذا تحرک النبي صلي الله عليه و آله إلي حجة الوداع تحرک علي عليه السلام من اليمن ليوافيه في مکة. فقد أرسل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من المدينة إلي أميرالمؤمنين عليه السلام يخبره بقصده ويأمره بالتوجه هو ومن معه من جيش الإسلام ومن يرغب من أهالي اليمن إلي مکة للاشتراک في مراسم الحج.

فتوجَّه أميرالمؤمنين عليه السلام نحو مکة علي رأس جيشه ومعه اثناعشر ألفاً من أهالي اليمن، ومعه الحلل التي أخذها من أهل نجران.

اقترب جيش علي عليه السلام من مکة من ناحية اليمن وعرف أن موکب النبي صلي الله عليه و آله اقترب منها من جهة المدينة. فاستخلف قائداً علي جيشه وبادر مسرعاً إلي حبيبه النبي صلي الله عليه و آله لکي يتزوَّد منه بعد فراق شهور، ويقدِّم له تقريراً عن نعم اللَّه تعالي بفتح اليمن وترتيب إدارتها.

فأدرک النبي صلي الله عليه و آله و قد أشرف علي مکة. فسلَّم وأخبره بما صنع وبقبض ما قبض، وأنه سارع للقائه أمام الجيش. فسرَّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بذلک وابتهج بلقائه. ثم قال صلي الله عليه و آله لعلي عليه السلام: «عد الي جيشک، فعجِّل بهم اليَّ حتي نجتمع بمکة ان شاء اللَّه». فودَّعه أميرالمؤمنين عليه السلام ورجع إلي جيشه اليماني وتحرکوا جميعاً باتجاه مکة فدخلوها في يوم الثلاثاء لخمس

[صفحه 17]

مضين من ذي الحجة، يوم دخول قافلة النبي صلي الله عليه و آله إلي مکة أيضاً.

وفي مکة خطب النبي صلي الله عليه و آله خطبته الاولي من الخطب النبوية الست في حجة الوداع.


صفحه 16، 17.








  1. بحارالأنوار: ج 21 ص 360، و ج 37 ص 201، عوالم العلوم: ج 15:3 ص 297. الإرشاد: ج 1 ص 172.