نشاط المنافقين ضد صاحب بيعة الغدير











نشاط المنافقين ضد صاحب بيعة الغدير



من الأمور الواضحة في السيرة النبوية أن السبب الأساسي لتکذيب قريش للنبي صلي الله عليه و آله ليس هو ايمانها بأصنامها هبل واللات والعزي ومناة، بل لأن التصديق له والايمان به يعني أن تخضعوا لنبوته وتکون الزعامة لأهل بيته.

وعند ما أمر اللَّه تعالي نبيه بقوله: «وأنذر عشيرتک الأقربين»، وأمره أن يختار منهم وزيراً منهم، فدعاهم- وکانوا أربعين رجلاً- وعرض عليهم ما جاء به وبشَّرهم بخير الدنيا والآخرة، وطلب منهم شخصاً يکون وزيره ووصيه وخليفته من بعده؛ فلم يقبل ذلک منهم الا علي عليه السلام، فاتَّخذه وزيراً ووصياً وخليفة وأمرهم بطاعته!

ولابد أن الخبر شاع في قريش والعرب بأن محمداً اتخذ ابن عمه علياً وزيراً وخليفة؛ فکان نبأ عظيماً عليهم، لأنه يعني أن الزعامة من بعده ستکون لأهل بيته.

[صفحه 48]

وقد ازداد حسد قريش لأميرالمؤمنين عليه السلام وحقدهم عليه بسبب بطولاته في معارک الإسلام وقتله أبطالهم.

وبعد فتح مکة وهزيمة قريش ودخولهم في الإسلام تحت السيف ودعوة النبي صلي الله عليه و آله لهم أن يشارکوا في حروب الإسلام ودولته... بدؤوا بالتخطيط لأخذ خلافة النبي صلي الله عليه و آله من بعده وابعاد علي عليه السلام وعترة النبي صلي الله عليه و آله عن الخلافة.

ولايتَّسع المجال لذکر ما فعلوه من أجل تحقيق هدفهم الشيطاني، ولکن نشير إلي معاهداتهم ضد خلافة أهل البيت عليهم السلام ومحاولاتهم المتکررة اغتيال النبي صلي الله عليه و آله!


صفحه 48.