قصيدة حسان في الغدير











قصيدة حسان في الغدير[1]



.

وفي ذلک اليوم تقدَّم حسان بن ثابت الشاعر إلي النبي صلي الله عليه و آله واستأذنه قائلاً: يا رسول اللَّه، أتأذن لي أن أقول في هذا المقام ما يرضاه اللَّه؟ فقال له: قل يا حسان علي برکة اللَّه.

وألقي حسان قصيدته في ذلک المکان لتبقي سنداً حياً وتاريخياً لواقعة الغدير، فکان مما قال:


ألم تعلموا أن النبي محمداً
لدي دوح خمٍّ حين قام مناديا


وقد جاءه جبريل من عند ربه
بأنک معصومٌ فلا تک وانيا


وبلِّغهم ما أنزل اللَّه ربهم
وإن أنت لم تفعل وحاذرت باغيا

[صفحه 43]

عليک فما بلَّغتهم عن إلههم
رسالته إن کنت تخشي الأعاديا


فقام به إذ ذاک رافع کفِّه
بيمني يديه معلن الصوت عالياً


فقال لهم: من کنت مولاه منکم
وکان لقولي حافظاً ليس ناسيا


فمولاه من بعدي علي وإنني
به لکم دون البرية راضيا


فيا رب من والي علياً فواله
وکن للذي عادي علياً معاديا


ويا رب فانصر ناصريه لنصرهم
إمام الهدي کالبدر يجلو الدياجيا


ويا رب فاخذل خاذليه وکن لهم
إذا وقفوا يوم الحساب مکافيا


وبعد أن انتهي حسان من إلقاء قصيدته قال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «لا تزال يا حسان مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانک».


صفحه 43.








  1. بحارالأنوار: ج 21 ص 388، ج 37 ص 112 و 166 و 195. عوالم العلوم: ج 3:15 ص 41 و 98 و 144 و 201. کفاية الطالب: ص 64.