بيعة الرجال











بيعة الرجال[1]



.

وکان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قد وعدهم ضمن خطبته بأنه سوف يأخذ منهم البيعة حين الانتهاء من الخطبة الشريفة وقال: «ألا واني عند انقضاء خطبتي أدعوکم الي مصافقتي علي بيعته، والاقرار به، ثم مصافقته بعدي. ألا واني قد بايعت اللَّه وعلي قد بايعني، وأنا آخذکم بالبيعة له عن اللَّه عزوجل».

إن بيعة الغدير تعني الالتزام والعهد والوفاء لولاية الأئمة المعصومين الاثني عشر عليهم السلام وقد أقرَّ بها جميع المسلمين بحضور النبي صلي الله عليه و آله.

ومن أجل تأکيد البيعة شرعياً ورسمياً أمر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بعد الانتهاء من البيعة أن تنصب خيمتان: أحدهما خاصة به، والأُخري لأميرالمؤمنين عليه السلام وأمره بالجلوس فيها، وأمر الناس بأن يهنؤوه ويبايعوه.

[صفحه 40]

وأقبل الناس مجاميع، کل مجموعة تدخل أولاً إلي خيمة الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله ويبايعونه ويبارکون له هذا اليوم، ثم يذهبون إلي خيمة أميرالمؤمنين عليه السلام ويهنؤونه ويبايعونه بخلافة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله والإمامة من بعده، ويسلِّمون عليه بإمرة المؤمنين.

واستمرت المراسم ثلاثة أيام حتي شارک جميع المسلمين في البيعة.

ومن جملة الأشخاص الذين بايعوا أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الغدير، اولئک الذين سارعوا إلي نقض بيعته بعد وفاة النبي صلي الله عليه و آله وانقلبوا علي أعقابهم کما أخبر اللَّه تعالي.

کما أن أبابکر وعمر قالا لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله: هل إن هذا الأمر من اللَّه أو من رسوله؟! فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: نعم، حقاً من اللَّه ورسوله!!


صفحه 40.








  1. بحارالأنوار: ج 21 ص 387، ج 28 ص 90، ج 37 ص 166 و 127. الغدير: ج 1 ص 58 و 271 و 274. عوالم العلوم: ج 15:3 ص 42 و 60 و 65 و 134 و 136 و 194 و 195 و 203 و 205.