التهنئة بالولاية











التهنئة بالولاية[1]



.

وبعد انتهاء النبي صلي الله عليه و آله من خطبته ضج الناس قائلين: «نعم، سمعنا وأطعنا لأمر اللَّه ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا».

ثم إنهم ازدحموا علي النبي وأميرالمؤمنين عليهماالسلام وتسابقوا لإعطاء البيعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وهنا قال النبي صلي الله عليه و آله: «الحمد للَّه الذي فضلنا علي جميع العالمين».

ومن الواضح أن النبي صلي الله عليه و آله لم يفرح في کل انتصاراته وفتوحاته کما فرح في يوم الغدير، حيث أمر المسلمين بتهنئة علي عليه السلام لمقام الإمامة وقال: «ان اللَّه خصَّني بالنبوة وأهل بيتي بالامامة».

وقد قال عمر بن الخطاب لأميرالمؤمنين عليه السلام في ذلک اليوم بعد

[صفحه 39]

بيعته له: «بخ بخ لک يا علي! هنيئاً لک يا أباالحسن! فقد أصبحت مولاي ومولي کل مؤمن ومؤمنة»!

وأمر النبي صلي الله عليه و آله مناديه أن يمشي بين الناس ويکرر عليهم جوهر بيعة الغدير بهذه العبارة: «من کنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله».


صفحه 39.








  1. بحارالأنوار: ج 21 ص 387. أمالي الشيخ المفيد: ص 57.