البشارة النبوية باثني عشر إماماً إلي آخر الدنيا











البشارة النبوية باثني عشر إماماً إلي آخر الدنيا



وفي الفقرة الثالثة أعلن النبي صلي الله عليه و آله إمامة اثني عشر إماماً من عترتة إلي آخرالدنيا، لکي يقطع بذلک طمع الطامعين بالسلطة بعده نهائياً.

[صفحه 30]

ومن أجل أن يدرک الناس أهمية هذه المسألة قال صلي الله عليه و آله: إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد، فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر اللَّه ربکم. فإن اللَّه عزوجل هو ربکم ووليکم وإلهکم؛ ثم من دونه رسوله محمدٌ وليکم القائم المخاطب لکم؛ ثم من بعدي عليٌّ وليُّکم وامامکم بأمر اللَّه ربکم؛ ثم الامامة في ذريتي من ولده الي يوم القيامة، يوم تلقون اللَّه ورسوله.

ومن النقاط المهمة في هذه الخطبة الشريفة بيان النبي صلي الله عليه و آله عصمة الأئمة من بعده ونيابتهم عن اللَّه تعالي ورسوله في أمور الدين والدنيا،حيث قال صلي الله عليه و آله: «لا حلال الا ما أحله اللَّه ورسوله وهُم، ولا حرام الا ما حرَّمه اللَّه عليکم ورسوله وهُم، واللَّه عزوجل عرَّفني الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علَّمني ربي من کتابه وحلاله وحرامه اليه».

معاشر الناس، انه امامٌ من اللَّه، ولن يتوب اللَّه علي أحد أنکر ولايته.

معاشر الناس، بي واللَّه بشَّر الأولون من النبيين والمرسلين، وأنا واللَّه خاتم الأنبياء والمرسلين والحجة علي جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين. فمن شک في ذلک فقد کَفَر کُفْر الجاهلية الاولي، ومن شک في واحد من الأئمة فقد شک في الکل منهم، والشاک فينا في النار.

ألا إن جبرئيل خبَّرني عن اللَّه تعالي بذلک ويقول: «من عادي علياً ولم يتولِّه فعليه لعنتي». فواللَّه لن يبيَّن لکم زواجره ولن يوضح لکم تفسيره إلا الذي أنا آخذٌ بيده ومصعده إليَّ وشائلٌ بعضده ورافعه بيديَّ، ومُعلِمکم أنَّ من کنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من اللَّه عزوجل أنزلها عليَّ.

ثم أوضح النبي صلي الله عليه و آله ببيانه الرائع ارتباط رکني الإسلام: القرآن

[صفحه 31]

والعترة، فقال: «معاشر الناس، إن علياً والطيبين من ولدي من صلبه هم الثقل الأصغر، والقرآن هو الثقل الأکبر. فکل واحد منهما منبئٌ عن صاحبه وموافق له؛لن يفترقا حتي يردا عليَّ الحوض.

ثم قال بلهجة حاسمة تبيِّن مقام صاحب الغدير: «ألا انه لا أميرالمؤمنين غير أخي هذا! ألا لاتحل امرة المؤمنين بعدي لأحد غيره».


صفحه 30، 31.