الاستعداد لإعلان الولاية[1]
کان جبرئيل عليه السلام في حجة الوداع وظروفها المصيرية ينزل علي النبي صلي الله عليه و آله بأوامر ربه، وقد يکون رافقه طوال موسم الحج وأملي عليه عبارات خطبه. وکان مما قال له في المدينة: يا محمد، إن اللَّه عزوجل يقرؤک السلام ويقول لک:«إنه قد دنا أجلک وإني مستقدمک عليَّ»، ويأمرک أن تدل أمتک علي حجهم، کما دللتهم علي صلاتهم وزکاتهم وصيامهم؛ وتدلهم علي إمامهم بعدک وتنصب لهم علياً وصياً وخليفة بعدک. وفي عيد الأضحي اليوم العاشر من ذي الحجة، خطب النبي صلي الله عليه و آله خطبته الثالثة في مني، فبيَّن فيها مقام أهل بيته من بعده، وأن اللَّه حرَّم عليهم الصدقات وفرض لهم الخمس. وفي اليوم الحادي عشر خطب خطبة أخري أيضاً في مني، وأوصي فيها الأمة أيضاً بإطاعة أهل بيته بعده. وفي اليوم الثاني عشر خطب النبي صلي الله عليه و آله الخطبة العظيمة في مسجد الخيف، وقد فصَّل فيها مقام أهل بيته وفريضة التمسک بهم وطاعتهم. وهذه الخطب الخمس کلها شواهد نبوية علي وصيته لعلي عليه السلام. [صفحه 19]
.
صفحه 19.